منتدى متيجة للعلوم الفيزياية والتكنو لوجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى متيجة للعلوم الفيزياية والتكنو لوجية

منتدى خاص بدروس واختبارات كل المواد من الابتدائي الى الجامعي


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

مقياس الوساطة المدرسية كل المواد

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1مقياس  الوساطة المدرسية  كل المواد  Empty مقياس الوساطة المدرسية كل المواد الجمعة مارس 31, 2017 11:58 am

Admin


Admin

مديرية التربية لولاية البليدة




مفتش العلوم الفيزيائية
الاستاذ بوديسة عبد القادر 
المقاطعة الشرقية  2


مقياس  الوساطة المدرسية  كل المواد








ولاً/ تعريف الوساطة :

هي العملية التي يحاول الأطراف المتنازعة من خلالها أن يحلوا خلافاتهم بمساعدة طرف ثالث مقبول ويسمى (الوسيط) ومن صفاته أن يكون غير منحاز وحيادي ، ولا يملك السلطة لصنع قرار وذلك بهدف مساعدة الأطراف بطريقة تطوعية في الوصول لاتفاقية خاصة بهم ومقبولة عليهم .
- الحيادية :تتعلق بالسلوك بحيث لا يتوقع المتدخل تحقيق مكاسب وفوائد شخصية من أحد الأطراف .
- عدم الانحياز : وهي تتعلق بالمواقف بحيث تتضمن عدم التمييز وعدم التحيز بين الأطراف

ثانياً/ دور الوسيط :

1- يساهم في تخفيف الغضب من خلال توفير مناخ ملائم لعملية التفاوض.
2- يركز الوسيط على مصالح الأطراف أكثر من المواقف.
3- يساعد في فصل الأطراف عن المشكلة .
4- يستخدم تقنيات الاستماع الفعال (يجب أن يكون مستمع جيد) .
5- يجب أن يكون الوسيط عبارة عن نموذج يحتذي به فهو (جدير بالثقة) .
6- يجب أن يستخدم الوسيط كلمات متوازنة بهدف خلق جو مناسب للأطراف لسماع بعضهم البعض .
7- يجب أن ينبه الأطراف إلى عواقب ونتائج عدم الوصول إلى اتفاق.
8- يعمل على تشجيع الأطراف على بذل جهود فاعلة لابتكار حلول مناسبة للقضية.
9- الوسيط شخص لا يتحدث عن الآخرين ولا يقوم بتقديم اقتراحات أو حلول وليس قاضياً يقرر من المصيب ومن المخطئ

 

 

ثالثاُ/ مهارات الوساطة :

1- خلق إطار تعاوني وبناء التفاوض وذلك لإيجاد حل عادل يبني على فهم حاجات ومصالح بعضهم البعض .
2- الاستماع وإعادة الصياغة بهدف توفير جو إيجابي للتفاوض بعيداً عن التوتر والانفعال وذلك بحذف العبارات السلبية وإعادتها من قبل الوسيط بأسلوب بناء لتخفيف حدة المشاعر وللتركيز على جوهر الفكرة وصولاً إلى الاتفاق.
3- تحديد خيارات استراتيجية لخلق مرونة وتشمل:
ا- المقابلة المنفصلة مع الأطراف
ب- منع ومقاطعة المجادلات الساخنة
ج- فحص الواقعية؛ بطريق فحص المكاسب التي سيجنيها الأطراف وكذلك المخاطر والخسارة من عدم الوصول إلي اتفاق.
د- توسيع أدراك رؤية المستقبل والعلاقات الإيجابية المطلوبة وذلك بالتركيز على المصالح المشتركة والعلاقات المستقبلية بعيدا عن اللوم والشكوى.
ه- صياغة الحل في عبارات مقبولة بحيث تكون واضحة تؤكد على المصالح بعيدا عن المواقف.
4- اقتراح خيارات لإثارة أفكار الطرفين ؛ ويشترط بان تكون الأفكار والخيارات ذات مزايا متساوية للطرفين وليست لطرف دون الآخر.
5- استثمار فترة الهدوء والراحة ؛ وذلك لاعطاء كل طرف الفرصة لتقييم المقترحات والبدائل والعواقب الناجمة عن عدم الوصول لاتفاق
6- استخدام الفكاهة ورواية القصص والحكايات ؛ وذلك يهدف إلى الشعور بالاسترخاء والانفتاح نحو الاستمرار في التفاوض والوصول إلي الحلول المرضية للطرفين
7- الاستعانة بشخص آخر ؛ قد يكون قبل الوساطة أو أثناء الوساطة للمساعدة في التأثير على الأطراف شريطة أن يكون هذا الشخص مقبولا على الطرفين مثل: شخصية هامة في العائلة أو المجتمع أو صديقا مشتركا للطرفين
8- الاستعانة بوسيط آخر ؛ وهذا يفيد في الحد من قضية التحيز ويعطي دعم اكبر للوسطاء إلى انه يفيد في تدريب عدد اكبر من الوسطاء مع احتفاظ شخص بقيادة عملية الوساطة ويكون الآخر مساعدا له وهذا يتم بين الوسطاء لحفظ النظام والهدوء أثناء عملية الوساطة

 

رابعا/ مبادئ وأخلاقيات عملية الوساطة :

1- الوساطة عملية تطوعية بحيث أن للأطراف حرية الاختيار للمشاركة في عملية الوساطة
2- الوسيط ينظم العملية والأطراف تنظم المحتوى وتمتلك النزاع
3- يجب على الوسيط أن يساند الأطراف ويحترمهم
4- يجب عاى الوسيط أن يحترم وجهات نظر الأطراف حتى ولم يتفق معهم
5- عاى الوسيط أن يخبر الأطراف بامانه ماذا يتوقع من الوساطة
6- على الوسيط أن يكون واقعيا فيما يتعلق بإمكاناته كوسيط ولا يبالغ فيها
7- على الوسيط ألا يستغل مركزه لتحقيق مكاسب شخصية
8- عدالة الوسيط أثناء عملية الوساطة

9- على الوسيط مراعاة موازين القوى بين الأطراف وبالتالي لا يكون أداة لتمرير قرار الطرف القوي .

 

خامسا/ شروط الوساطة الفعالة :

1- وجود مستوى حاد في النزاع
2- وجود حوافز ضعيفة للوصول إلى اتفاق من خلال الاتصال المباشر
3- عدم الالتزام بالاتفاق
4- ندرة المصادر
5- أطراف النزاع غير متساوية في القوة
6- الاختلاف حول المبادئ الأساسية

سادسا/ مراحل عملية الوساطة :

1 - الأدوار والقواعد ( مراجعة الأدوار وتحديد القواعد واخذ الموافقة على التوسط )
2- سماع القصة وجمع المعلومات ( السماح لكل طرف أن يحكي قصته ويعبر عن مشاعره)
3- فهم وجهات النظر ( مساعدة الأطراف لسماع وفهم مشاعر ووجهة نظر الطرف الأخر )
4- إيجاد الحل ( عصر الدماغ وطرح الأفكار والمفاوضة حول حل عادل )
5- كتابة الاتفاقية ( كتابة اتفاقية واضحة ومنصفة وتحية الأطراف وتقديرهم)

سابعا/ الشروط الأساسية في اللجوء لاستخدام الوساطة :

1- تعريف وتحديد أطراف النزاع ؛ استقلالية الأطراف المتنازعة
2- امتلاك الأطراف المتنازعة للقدرات الشخصية والعقلية والعاطفية لتمثيل أنفسهم
3- التركيز على الاهتمامات المشتركة بين الأطراف المتنازعة
4- طرح البدائل والآراء المجمع عليها حول القضية المتنازع عليها

ثامنا/ العوائق التي تعرقل عملية الوساطة :

1- عوائق شخصية ( مثل المشاعر السلبية الحادة ؛ اختلال عملية الاتصال )
2- عوائق ثابتة ( عدم الاتفاق على القضايا المتنازع عليها ؛ التنافر غي الاهتمامات؛ الاختلافات في الحقائق والظروف )
3- عوائق إجرائية ( وجود مأزق أو طريق مسدود ؛ غياب
[size=24]الاجتماع للتفاوض
)

[/size]




دور الأستاذ في مجال الوساطة التربوية
 أ- بناء التعلمات  والكفاءات، ويتطلب ذلك : أن يكون المدرس وسيطا حقيقيا بين المعرفة والتلميذ خلال مختلف عمليات بناء التعلمات والسهر على نقل المعرفة من إطارها العلمي المحض إلى إطار قابل للتدريس .
ب- تدليل المشاكل الاجتماعية والنفسية للمتعلم (ة) ، عن طريق ربط جسور التواصل بين المدرسة والمحيط الأسري للتلميذ (ة). ومساعدته كذلك على الاندماج في فضاءات المؤسسة المدرسية مثل النوادي التربوية... وينتظر من هذا النوع من الوساطة تحقيق مجموعة من النتائج الايجابية مثل إيجاد حل مشترك، بين الأسرة والمدرسة ، لمشاكل التلميذ ، وتقديم المساعدات الممكنة له ، وانخراط التلميذ (ة) في الحياة المدرسية بما تشمله من نوادي بيئية وحقوقية وأنشطة تربوية ورياضية..
ج- خلق تفاعل ايجابي بين المتعلمين فيما بينهم وإطلاق دينامية تنافسية ايجابية قائمة على التعلم المتبادل فيما بين المتعلمين . والمهام الموكلة لمنشطي الوساطة التربوية هي تنظيم أنشطة تربوية وفنية ، وتشجيع العمل التشاركي ، وترسيخ العمل الاجتماعي ، وتكريس الانتماء للمدرسة. ويتوقع من خلال هذه المجهودات ، معالجة الكثير من مشاكل المدرسة مثل العنف المتبادل بين التلاميذ ، والعنف الموجه لبنايات المؤسسة وممتلكاتها ، وتحقيق تنشئة اجتماعية تستجيب لحاجيات المجتمع في مجال المواطنة واحترام الحقوق والواجبات

https://cem200.ahlamontada.net

Admin


Admin

مديرية التربية لولاية البليدة




مفتش العلوم الفيزيائية
الاستاذ بوديسة عبد القادر 
المقاطعة الشرقية  2


مقياس  الوساطة المدرسية  كل المواد 






مفهوم الوساطة التربوية وأدوارها

 1-تعرف الوساطة التربوية
 على أنها : «مجموع المساعدات والدعامات التي يمكن لشخص تقديمها لشخص آخر بهدف جعله قادرا على ولوج معرفة ما : معارف ، مهارات ، إجراءات العمل ، حلول الخ». ولا يقتصر نظام الوساطة على المجال التربوي والتعليمي فقط، بل وجد تطبيقات له في نظام التكوين والتمرس والتدريب داخل المقاولات من خلال نظام «الاحتضان» (أو في المجال الحرفي كما كان معمولا به ، قديما ، في الطوائف المهنية .
وقد توصل مجموعة من علماء النفس والتربية إلى أهمية «الوساطة التربوية»، سواء تلك التي يقوم بها المدرس أو أي شخص آخر له تجارب ومعارف يمكن أن تفيد المتعلم (ة)، في مجال بناء التعلمات وتحقيق التفاعل الاجتماعي والمعرفي بين التلاميذ .
فقد كشفت أعمال فيكوتسكي ( محمد طه ، الذكاء الإنساني 2006) عن الدور الذي يلعبه الراشد بالنسبة للتلميذ (ة) في عملية التعلم من خلال مقارنته بين ما يتعلمه لوحده ، ومقدار ما يتعلم هذا الأخير أثناء مرافقة شخص راشد له أثناء اكتساب المعارف والكفايات فالتعلمات التي يكونها الطفل في حالة وجود شخص راشد تفوق تلك التي يقوم ببنائها واكتسابها لوحده . إن هذه الفرضيات التي اتضح صدقها تجريبيا ، تجعل من عملية حضور «وسيط» بين المتعلم (ة) والمعرفة مسألة ضرورية.  لأن جانبا كبيرا من المعارف والمهارات يتم بناؤها عن طريق الاحتكاك بعالم الأشخاص الذين يمتلكون تلك المعارف. ونعتقد أن أبحاث فيكو تسكي في هذا الجانب ، تعتبر من بين الأسس النظرية لنظام الوساطة التربوية الذي نقترح ضرورة تبنيه من طرف وزارة التربية الوطنية .
وقد سار جيروم برونير(Jérome Bruner) في نفس المنحى ؛ ذلك أنه اعتبر وصي التلميذ le tuteur (مدرس ، أو شخص أخر يقوم بعملية التعليم) يلعب دورا مهما في عملية اكتساب الأطفال ( les tutorés) لمختلف التعلمات والمهارات والقدرات من خلال التحفيز والمساعدة والتوجيه الذي يقدمه هذا الوسيط في هذا الجانب ، وركز بالخصوص على التفاعلات السسيوثقافية التي تنشأ عن هذه العملية وأهميتها في تكوين المفاهيم لدى المتعلمين .
وفي نفس الاتجاه دائما ، المدعم لأهمية وضرورة الوساطة التربوية ، اعتبر RevenFreuerstein، أحد تلاميذ بياجيه ، أن الطفل يتعلم أكثر أثناء مساعدة شخص راشد له . وقد لا يكون بالضرورة هذا الشخص أستاذه (ته) في المدرسة . وإنما يمكن للأب المتعلم ، أو الأخ الأكبر أو أحد أفراد العائلة المتوفر على مستوى تعليمي يفوق مستوى التلميذ أن يقوم بمثل هذا الدور .
فمن خلال قراءة جوانب من أعمال هؤلاء الباحثين يمكن التأكيد على مجموعة من الأدوار الايجابية التي من الممكن أن تنهض بها الوساطة التربوية من أهمها : بناء الكفايات وتحقيق التعلمات الأساسية لدى المتعلمين (ات) من خلال المساعدة التي يقدمها شخص راشد؛ قد يكون مدرسا أو أبا أو أحد أفراد العائلة أو أحد المتطوعين من جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالدعم التربوي من جهة أولى . وتحقيق التفاعل والصراع السسيومعرفي بين المتعلم (ة) والمعرفة المقدمة له من طرف الشخص المكلف بالوساطة التربوية من جهة ثانية . بالإضافة ، طبعا ، إلى فهم حاجيات التلميذ (ة) ومشاكله وإيجاد حلول لها من جهة ثالثة.
إن أهم أدوار الوساطة التربوية الحالية ، والملحة في السياق المغربي هي قدرتها على التقليص من حدة الهدر المدرسي ، والتكرار، والعنف المدرسي ...وهي الظواهر التي تكشف على أن المدرسة المغربية تجهل أبنائها ، ولا تبالي بمشاكلهم وحاجياتهم الاجتماعية والنفسية والعلائقية والتربوية. غير أن تحقيق الأهداف المبتغاة من ذلك يتوقف على مجموعة من الشروط القبلية (conditions préalables) من ضمنها تأهيل المتدخلين في هذا المجال ، وإحداث آلية للتتبع والتقويم ، وتوفير الموارد الضرورية للمكلفين بهذه المهمة سواء داخل المؤسسات التربوية أو من خارجها مثل جمعيات المجتمع المدني المهتم بقضايا التربية والمدرسة المغربية.
كما أن الوساطة التربوية تتطلب من «الوسيط» أو «المرافق» نهج الأساليب الحديثة في التواصل والتربية. تقوم بالدرجة الأولى على الإنصات للمتعلم ، ورصد حاجياته في مجال التعلم ، ومساعدته لمعالجة مشاكله داخل المدرسة والأسرة وفي محيطه بشكل عام .

 2-المتدخلون في مجال الوساطة التربوية ومجالاتها
يعتبر المدرس أهم عناصر نظام الوساطة التربوية لأنه يرافق المتعلم خلال سنة دراسية تمكنه من معرفة لابأس بها بشخصية الطفل ومشاكله والعوائق التي يعاني منها داخل المدرسة (مشاكل بناء التعلمات) والأسرة (مشاكل اجتماعية) ومحيطها (مشاكل علائقية وتواصلية مع مؤسسات المجتمع الأخرى). وعلى أساس ذلك ، فإن هذه الوساطة يجب أن تطال ثلاثة جوانب أساسية هي :
أ- بناء التعلمات والكفايات، ويتطلب ذلك : أن يكون المدرس وسيطا حقيقيا بين المعرفة والتلميذ خلال مختلف عمليات بناء التعلمات والسهر على نقل المعرفة من إطارها العلمي المحض إلى إطار قابل للتدريس . وهذا الجانب يتوجه بالخصوص إلى تطوير القدرات والخطاطات المعرفية للتلميذ (Jean Piaget) . ومن النتائج المتوقعة من خلال نظام الوساطة في هذا المجال تحقيق التعلمات الأساسية لدى المتعلم في مجال العلوم واللغات...
ب- تدليل المشاكل الاجتماعية والنفسية للمتعلم (ة) ، عن طريق ربط جسور التواصل بين المدرسة والمحيط الأسري للتلميذ (ة). ومساعدته كذلك على الاندماج في فضاءات المؤسسة المدرسية مثل النوادي التربوية... وينتظر من هذا النوع من الوساطة تحقيق مجموعة من النتائج الايجابية مثل إيجاد حل مشترك، بين الأسرة والمدرسة ، لمشاكل التلميذ ، وتقديم المساعدات الممكنة له ، وانخراط التلميذ (ة) في الحياة المدرسية بما تشمله من نوادي بيئية وحقوقية وأنشطة تربوية ورياضية..
ج- خلق تفاعل ايجابي بين المتعلمين فيما بينهم وإطلاق دينامية تنافسية ايجابية قائمة على التعلم المتبادل فيما بين المتعلمين . والمهام الموكولة لمنشطي الوساطة التربوية هي تنظيم أنشطة تربوية وفنية ، وتشجيع العمل التشاركي ، وترسيخ العمل الاجتماعي ، وتكريس الانتماء للمدرسة. ويتوقع من خلال هذه المجهودات ، معالجة الكثير من مشاكل المدرسة المغربية مثل العنف المتبادل بين التلاميذ ، والعنف الموجه لبنايات المؤسسة وممتلكاتها ، وتحقيق تنشئة اجتماعية تستجيب لحاجيات المجتمع في مجال المواطنة واحترام الحقوق والواجبات...
غير أن المدرس (ة) الذي يعتبر وسيطا بالضرورة ، مادامت مهمة التربية والتعليم تستدعي مثل هذه الوساطة ، لن يقدر لوحده القيام بهذه المهمة ؛ خصوصا في ظل ظروف المدرسة المغربية الراهنة المتسمة بالعديد من الإكراهات مثل الاكتضاض والأقسام المشتركة ، وعدم توفر القاعات وضعف الاستقرار المهني للمدرسين ، والتحفيز المادي والمعنوي... لهذا من الضروري الانفتاح على الجمعيات المشتغلة في مجال الدعم التربوي ، ودروس التقوية ، وتوظيف منشطين اجتماعيين (مثلا خريجو معهد العمل الاجتماعي بطنجة) ، يعهد إليهم إيجاد الحلول للصعوبات الاجتماعية التي تعترض المتعلمين .فمثل هذا العمل سيخفف من حدة العديد من المشاكل التي تعاني منها المنظومة التربوية مثل الهدر المدرسي، والعنف المدرسي ، لأنه من الممكن كما بينت التجربة في مجال التعامل مع الأطفال والمراهقين ، أن يتم حل نسبة هامة من المشاكل التي تسبب لهم ( أي للأطفال والمراهقين) الفشل الدراسي بإجراءات بسيطة وتدخلات تربوية ملائمة.
ولعل إقرار الوساطة التربوية في المجالات الثلاثة السالفة الذكر (بناء التعلمات وتدليل المشاكل الاجتماعية للمتعلمين ، وتحقيق التفاعل الايجابي مع مختلف مؤسسات المجتمع) وذلك بإشراك المتدخلين في تلك الميادين سيساهم في إعادة الاعتبار للمدرسة كمؤسسة للتكوين والتنشئة الاجتماعية ، ويعزز التواصل والثقة بينها وبين المجتمع.
 3-اقتراحات لتأسيس نظام الوساطة التربوية في المدرسة
لم يتم التنصيص على نظام الوساطة في النظام التربوي المغربي بشكل رسمي إلا في التعليم الجامعي ، فقد أكد البرنامج الاستعجالي على أهمية الاحتضان (le tutorat) الذي نعتبره بدورنا أحد أهم أشكال الوساطة التربوية . حيث سيتم ، في إطار البرنامج الاستعجالي ، «تبني نظام للتأطير بالنظير حيث يوكل لطلبة الدكتوراه بمصاحبة الطلبة الجدد الملتحقين بسلك الإجازة تيسيرا لاندماجهم في الحياة الجامعية وتكييفهم مع نمط اشتغالها». وهو ما سيسمح لطلبة المستويات العليا بمساعدة زملائهم المسجلين في السنوات الأولى الجامعية .
أما في مجال التعليم الثانوي والإعدادي والابتدائي فلا وجود لأي نظام للوساطة التربوية. صحيح أن هناك محاولات غير محددة المعالم في إطار الاهتمام ب «نظام التوجيه» ، والبعد الاجتماعي لبعض الأطفال في بعض المناطق ،(مشروع تيسير) وفسح المجال للجمعيات ، من خلال شراكات معينة بتقديم دروس للدعم داخل المؤسسات التعليمية ، وتأسيس بعض مراكز الاستماع في مدن مثل مراكش ، والدار البيضاء وفاس ...
وبالرغم مما لعبته تلك التدخلات من أدوار ايجابية ، كما تتجلى في تقليص مشاكل بعض التلاميذ والتخفيف من آثارها. فإنها ، لم تتحول بعد إلى نظام متكامل للوساطة التربوية. لأن هذه المهمة منوطة أساسا بوزارة التربية الوطنية التي يتوجب عليها عقلنة تدخلاتها أولا وتدخلات المجتمع المدني ثانيا. والحرص على استهداف المشاكل الحقيقية التي تواجه المنظومة التربوية. لقد قامت الحكومة المغربية خلال سنة 2003 بدور كبير في هذا المجال عندما وضعت إطارا قانونيا للشراكة بين الدولة والجمعيات (منشور السيد الوزير الأول رقم 7/2003 بتاريخ 27/06/2003). وعلى غرار ذلك يتوجب عليها الآن التفكير في إطار قانوني للوساطة التربوية قادر على المساهمة في استغلال الرأسمال الاجتماعي الذي تمثله جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال التربية. فهذا الرأسمال (le capital social)لم يستغل بما فيه الكفاية.
وبالنظر لأهمية الوساطة التربوية في النهوض بجودة التعليم ، ومحاربة ظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسي ، كما أشرنا إلى ذلك سابقا ، وبهدف إشراك المجتمع المدني والأفراد في هذا المشروع الواعد ، نقترح أن تتدخل وزارة التربية الوطنية من خلال أربع واجهات أساسة:
أ?- الواجهة القانونية: عبر إصدار نص قانوني أو مذكرة تحدد شروط ومقتضيات تفعيل نظام الوساطة التربوية في المدرسة المغربية ، وأدوارها ، وآلياتها والمتدخلين في هذا المجال.
ب?- وضع برنامج سنوي في هذا المجال: يحدد مكان التدخل والفئات المستهدفة من الوساطة التربوية وأشكال اقتراح المشاريع من طرف المتدخلين.
ت?- إقرار آليات ومقتضيات والتزامات المتدخلين في هذا المجال من جمعيات وأفراد وفق دفاتر تحملات محددة.. ذلك أنه ، وإلى حدود الآن لا يمكن للجمعيات أن تقوم بأدوار محددة في مجال الوساطة إلا في إطار اتفاقيات الشراكة بين الجمعيات والنيابات ، الذي يعتبر إطارا محدودا .
ث?- تخصيص الموارد المالية والإمكانيات المادية الملائمة لانجاز هذا البرنامج ، وإقرار نظام للتتبع والتقويم على المستوى الإقليمي ومناقشة النتائج التي تم تحقيقها مقارنة مع الأهداف المحددة سلفا.
إن التفكير في إرساء نظام للوساطة التربوية ، يحمل آفاقا واعدة بالنسبة للمدرسة المغربية. فمن جهة، سيمكن هذا النظام من الاستفادة من الرأسمال الاجتماعي الذي يشكله النسيج الجمعوي المهتم بقضايا التربية والتعليم وما راكمه من تجربة في مجال الدعم التربوي . ومن جهة أخرى ، من شأن وضع هذا النظام أن يساهم في التقليص من المشاكل التي تعاني منها المنظومة التربوية مثل الهدر المدرسي ، والانقطاع عن الدراسة ، كما سيساهم في عقلنة تدخلات وزارة التربية الوطنية في مجال الدعم التربوي، والتوجيه، والمساعدة الاجتماعية للتلاميذ التي يتم تنفيدها حاليا بشكل عشوائي ، وأخيرا سيساعد على المشروع على وضع المدرسة ضمن أولويات المجتمع بشكل عام .


https://cem200.ahlamontada.net

Admin


Admin

لوساطة التربوية : المفهوم، الأدوار وآليات التأسيس بالمدرسة المغربية رشيد بن بيه


ثلاثة ملاحظات أساسية تبين مدى حاجة المدرسة المغربية إلى نظام للوساطة التربوية ، أولها استمرار لظاهرة الهدر المدرسي خصوصا في المجال القروي، والذي يبلغ نسبا مقلقة تصل إلى 20% في بعض المناطق القروية في نهاية السلك الابتدائي ، وثانيا ضعف مردودية المنظومة التربوية المغربية مقارنة مع نظيراتها في دول عربية ومغاربية أخرى مثل تونس والأردن.. كما كشف ذلك تقرير البنك الدولي حول «إصلاح التعليم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» الصادر سنة 2008 . ويؤشر عليه كذلك وجود نسبة هامة من الأطفال الذين يعانون من الفشل الدراسي والتكرار، وضعف التعلمات الأساسية في اللغات والعلوم (تقرير المجلس الأعلى للتعليم حول نتائج البرنامج الوطني لتقويم التحصيل الدراسي 2009). وأخيرا تعرف الحياة المدرسية صعودا متناميا للعنف المدرسي سواء العنف المتبادل بين التلاميذ فيما بينهم، أو العنف الموجه إما لبنايات المؤسسة التعليمية وممتلكاتها أو للمدرسين والمدرسات .
إن هذه الظواهر الثلاثة تستدعى التفكير، ومن زوايا مختلفة طبعا، في المشاكل والصعوبات التي يعاني منها التلاميذ الذين يعتبرون أساس العملية التربوية برمتها. ولعل استمرار، أو بالأحرى تزايد حدة بعض هذه المشاكل (ضعف التعلمات الأساسية، العنف المدرسي، الغش في الامتحانات...) يدل على محدودية الآليات التي يتم اتخاذها للحد من تلك الظواهر لأن هذه الإجراءات غالبا ما يتم اقتراحها دون معرفة حقيقية بالمتعلمين ومشاكلهم وحاجياتهم .
ونعتقد أن الوساطة التربوية كما هي معمول بها في بعض الدول مثل فرنسا واسبانيا ... من شأنها أن تساعد على تحقيق الاندماج المدرسي والاجتماعي للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل التوافق المدرسي، وتحسين جودة التعلمات داخل الفصول الدراسية والحد من بعض مشاكل المنظومة التربوية. فماهي الوساطة التربوية ؟ ماهي بعض أدوارها الايجابية ؟ من هم المؤهلون للقيام بها ؟ وما هي آليات تأسيسها في المنظومة التربوية المغربية ؟
1- في مفهوم الوساطة التربوية وأدوارها :
تعرف الوساطة التربوية على أنها : «مجموع المساعدات والدعامات التي يمكن لشخص تقديمها لشخص آخر بهدف جعله قادرا على ولوج معرفة ما : معارف ، مهارات ، إجراءات العمل ، حلول الخ». ولا يقتصر نظام الوساطة على المجال التربوي والتعليمي فقط، بل وجد تطبيقات له في نظام التكوين والتمرس والتدريب داخل المقاولات من خلال نظام «الاحتضان» (أو في المجال الحرفي كما كان معمولا به ، قديما ، في الطوائف المهنية .
وقد توصل مجموعة من علماء النفس والتربية إلى أهمية «الوساطة التربوية»، سواء تلك التي يقوم بها المدرس أو أي شخص آخر له تجارب ومعارف يمكن أن تفيد المتعلم (ة)، في مجال بناء التعلمات وتحقيق التفاعل الاجتماعي والمعرفي بين التلاميذ .
فقد كشفت أعمال فيكوتسكي ( محمد طه ، الذكاء الإنساني 2006) عن الدور الذي يلعبه الراشد بالنسبة للتلميذ (ة) في عملية التعلم من خلال مقارنته بين ما يتعلمه لوحده ، ومقدار ما يتعلم هذا الأخير أثناء مرافقة شخص راشد له أثناء اكتساب المعارف والكفايات فالتعلمات التي يكونها الطفل في حالة وجود شخص راشد تفوق تلك التي يقوم ببنائها واكتسابها لوحده . إن هذه الفرضيات التي اتضح صدقها تجريبيا ، تجعل من عملية حضور «وسيط» بين المتعلم (ة) والمعرفة مسألة ضرورية.  لأن جانبا كبيرا من المعارف والمهارات يتم بناؤها عن طريق الاحتكاك بعالم الأشخاص الذين يمتلكون تلك المعارف. ونعتقد أن أبحاث فيكو تسكي في هذا الجانب ، تعتبر من بين الأسس النظرية لنظام الوساطة التربوية الذي نقترح ضرورة تبنيه من طرف وزارة التربية الوطنية .
وقد سار جيروم برونير(Jérome Bruner) في نفس المنحى ؛ ذلك أنه اعتبر وصي التلميذ le tuteur (مدرس ، أو شخص أخر يقوم بعملية التعليم) يلعب دورا مهما في عملية اكتساب الأطفال ( les tutorés) لمختلف التعلمات والمهارات والقدرات من خلال التحفيز والمساعدة والتوجيه الذي يقدمه هذا الوسيط في هذا الجانب ، وركز بالخصوص على التفاعلات السسيوثقافية التي تنشأ عن هذه العملية وأهميتها في تكوين المفاهيم لدى المتعلمين .
وفي نفس الاتجاه دائما ، المدعم لأهمية وضرورة الوساطة التربوية ، اعتبر Reven Freuerstein ، أحد تلاميذ بياجيه ، أن الطفل يتعلم أكثر أثناء مساعدة شخص راشد له . وقد لا يكون بالضرورة هذا الشخص أستاذه (ته) في المدرسة . وإنما يمكن للأب المتعلم ، أو الأخ الأكبر أو أحد أفراد العائلة المتوفر على مستوى تعليمي يفوق مستوى التلميذ أن يقوم بمثل هذا الدور .
فمن خلال قراءة جوانب من أعمال هؤلاء الباحثين يمكن التأكيد على مجموعة من الأدوار الايجابية التي من الممكن أن تنهض بها الوساطة التربوية من أهمها : بناء الكفايات وتحقيق التعلمات الأساسية لدى المتعلمين (ات) من خلال المساعدة التي يقدمها شخص راشد؛ قد يكون مدرسا أو أبا أو أحد أفراد العائلة أو أحد المتطوعين من جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالدعم التربوي من جهة أولى . وتحقيق التفاعل والصراع السسيومعرفي بين المتعلم (ة) والمعرفة المقدمة له من طرف الشخص المكلف بالوساطة التربوية من جهة ثانية . بالإضافة ، طبعا ، إلى فهم حاجيات التلميذ (ة) ومشاكله وإيجاد حلول لها من جهة ثالثة.
إن أهم أدوار الوساطة التربوية الحالية ، والملحة في السياق المغربي هي قدرتها على التقليص من حدة الهدر المدرسي ، والتكرار، والعنف المدرسي ...وهي الظواهر التي تكشف على أن المدرسة المغربية تجهل أبنائها ، ولا تبالي بمشاكلهم وحاجياتهم الاجتماعية والنفسية والعلائقية والتربوية. غير أن تحقيق الأهداف المبتغاة من ذلك يتوقف على مجموعة من الشروط القبلية (conditions préalables) من ضمنها تأهيل المتدخلين في هذا المجال ، وإحداث آلية للتتبع والتقويم ، وتوفير الموارد الضرورية للمكلفين بهذه المهمة سواء داخل المؤسسات التربوية أو من خارجها مثل جمعيات المجتمع المدني المهتم بقضايا التربية والمدرسة المغربية.
كما أن الوساطة التربوية تتطلب من «الوسيط» أو «المرافق» نهج الأساليب الحديثة في التواصل والتربية. تقوم بالدرجة الأولى على الإنصات للمتعلم ، ورصد حاجياته في مجال التعلم ، ومساعدته لمعالجة مشاكله داخل المدرسة والأسرة وفي محيطه بشكل عام .
2- المتدخلون في مجال الوساطة التربوية ومجالاتها
يعتبر المدرس أهم عناصر نظام الوساطة التربوية لأنه يرافق المتعلم خلال سنة دراسية تمكنه من معرفة لابأس بها بشخصية الطفل ومشاكله والعوائق التي يعاني منها داخل المدرسة (مشاكل بناء التعلمات) والأسرة (مشاكل اجتماعية) ومحيطها (مشاكل علائقية وتواصلية مع مؤسسات المجتمع الأخرى). وعلى أساس ذلك ، فإن هذه الوساطة يجب أن تطال ثلاثة جوانب أساسية هي :
أ- بناء التعلمات والكفايات، ويتطلب ذلك : أن يكون المدرس وسيطا حقيقيا بين المعرفة والتلميذ خلال مختلف عمليات بناء التعلمات والسهر على نقل المعرفة من إطارها العلمي المحض إلى إطار قابل للتدريس . وهذا الجانب يتوجه بالخصوص إلى تطوير القدرات والخطاطات المعرفية للتلميذ (Jean Piaget) . ومن النتائج المتوقعة من خلال نظام الوساطة في هذا المجال تحقيق التعلمات الأساسية لدى المتعلم في مجال العلوم واللغات...
ب- تدليل المشاكل الاجتماعية والنفسية للمتعلم (ة) ، عن طريق ربط جسور التواصل بين المدرسة والمحيط الأسري للتلميذ (ة). ومساعدته كذلك على الاندماج في فضاءات المؤسسة المدرسية مثل النوادي التربوية... وينتظر من هذا النوع من الوساطة تحقيق مجموعة من النتائج الايجابية مثل إيجاد حل مشترك، بين الأسرة والمدرسة ، لمشاكل التلميذ ، وتقديم المساعدات الممكنة له ، وانخراط التلميذ (ة) في الحياة المدرسية بما تشمله من نوادي بيئية وحقوقية وأنشطة تربوية ورياضية..
ج- خلق تفاعل ايجابي بين المتعلمين فيما بينهم وإطلاق دينامية تنافسية ايجابية قائمة على التعلم المتبادل فيما بين المتعلمين . والمهام الموكولة لمنشطي الوساطة التربوية هي تنظيم أنشطة تربوية وفنية ، وتشجيع العمل التشاركي ، وترسيخ العمل الاجتماعي ، وتكريس الانتماء للمدرسة. ويتوقع من خلال هذه المجهودات ، معالجة الكثير من مشاكل المدرسة المغربية مثل العنف المتبادل بين التلاميذ ، والعنف الموجه لبنايات المؤسسة وممتلكاتها ، وتحقيق تنشئة اجتماعية تستجيب لحاجيات المجتمع في مجال المواطنة واحترام الحقوق والواجبات...
غير أن المدرس (ة) الذي يعتبر وسيطا بالضرورة ، مادامت مهمة التربية والتعليم تستدعي مثل هذه الوساطة ، لن يقدر لوحده القيام بهذه المهمة ؛ خصوصا في ظل ظروف المدرسة المغربية الراهنة المتسمة بالعديد من الإكراهات مثل الاكتضاض والأقسام المشتركة ، وعدم توفر القاعات وضعف الاستقرار المهني للمدرسين ، والتحفيز المادي والمعنوي... لهذا من الضروري الانفتاح على الجمعيات المشتغلة في مجال الدعم التربوي ، ودروس التقوية ، وتوظيف منشطين اجتماعيين (مثلا خريجو معهد العمل الاجتماعي بطنجة) ، يعهد إليهم إيجاد الحلول للصعوبات الاجتماعية التي تعترض المتعلمين .فمثل هذا العمل سيخفف من حدة العديد من المشاكل التي تعاني منها المنظومة التربوية مثل الهدر المدرسي، والعنف المدرسي ، لأنه من الممكن كما بينت التجربة في مجال التعامل مع الأطفال والمراهقين ، أن يتم حل نسبة هامة من المشاكل التي تسبب لهم ( أي للأطفال والمراهقين) الفشل الدراسي بإجراءات بسيطة وتدخلات تربوية ملائمة.
ولعل إقرار الوساطة التربوية في المجالات الثلاثة السالفة الذكر (بناء التعلمات وتدليل المشاكل الاجتماعية للمتعلمين ، وتحقيق التفاعل الايجابي مع مختلف مؤسسات المجتمع) وذلك بإشراك المتدخلين في تلك الميادين سيساهم في إعادة الاعتبار للمدرسة كمؤسسة للتكوين والتنشئة الاجتماعية ، ويعزز التواصل والثقة بينها وبين المجتمع.
3- اقتراحات لتأسيس نظام الوساطة التربوية في المدرسة المغربية
لم يتم التنصيص على نظام الوساطة في النظام التربوي المغربي بشكل رسمي إلا في التعليم الجامعي ، فقد أكد البرنامج الاستعجالي على أهمية الاحتضان (le tutorat) الذي نعتبره بدورنا أحد أهم أشكال الوساطة التربوية . حيث سيتم ، في إطار البرنامج الاستعجالي ، «تبني نظام للتأطير بالنظير حيث يوكل لطلبة الدكتوراه بمصاحبة الطلبة الجدد الملتحقين بسلك الإجازة تيسيرا لاندماجهم في الحياة الجامعية وتكييفهم مع نمط اشتغالها». وهو ما سيسمح لطلبة المستويات العليا بمساعدة زملائهم المسجلين في السنوات الأولى الجامعية .
أما في مجال التعليم الثانوي والإعدادي والابتدائي فلا وجود لأي نظام للوساطة التربوية. صحيح أن هناك محاولات غير محددة المعالم في إطار الاهتمام ب «نظام التوجيه» ، والبعد الاجتماعي لبعض الأطفال في بعض المناطق ،(مشروع تيسير) وفسح المجال للجمعيات ، من خلال شراكات معينة بتقديم دروس للدعم داخل المؤسسات التعليمية ، وتأسيس بعض مراكز الاستماع في مدن مثل مراكش ، والدار البيضاء وفاس ...
وبالرغم مما لعبته تلك التدخلات من أدوار ايجابية ، كما تتجلى في تقليص مشاكل بعض التلاميذ والتخفيف من آثارها. فإنها ، لم تتحول بعد إلى نظام متكامل للوساطة التربوية. لأن هذه المهمة منوطة أساسا بوزارة التربية الوطنية التي يتوجب عليها عقلنة تدخلاتها أولا وتدخلات المجتمع المدني ثانيا. والحرص على استهداف المشاكل الحقيقية التي تواجه المنظومة التربوية. لقد قامت الحكومة المغربية خلال سنة 2003 بدور كبير في هذا المجال عندما وضعت إطارا قانونيا للشراكة بين الدولة والجمعيات (منشور السيد الوزير الأول رقم 7/2003 بتاريخ 27/06/2003). وعلى غرار ذلك يتوجب عليها الآن التفكير في إطار قانوني للوساطة التربوية قادر على المساهمة في استغلال الرأسمال الاجتماعي الذي تمثله جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال التربية. فهذا الرأسمال (le capital social)لم يستغل بما فيه الكفاية.
وبالنظر لأهمية الوساطة التربوية في النهوض بجودة التعليم ، ومحاربة ظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسي ، كما أشرنا إلى ذلك سابقا ، وبهدف إشراك المجتمع المدني والأفراد في هذا المشروع الواعد ، نقترح أن تتدخل وزارة التربية الوطنية من خلال أربع واجهات أساسة:
أ?- الواجهة القانونية: عبر إصدار نص قانوني أو مذكرة تحدد شروط ومقتضيات تفعيل نظام الوساطة التربوية في المدرسة المغربية ، وأدوارها ، وآلياتها والمتدخلين في هذا المجال.
ب?- وضع برنامج سنوي في هذا المجال: يحدد مكان التدخل والفئات المستهدفة من الوساطة التربوية وأشكال اقتراح المشاريع من طرف المتدخلين.
ت?- إقرار آليات ومقتضيات والتزامات المتدخلين في هذا المجال من جمعيات وأفراد وفق دفاتر تحملات محددة.. ذلك أنه ، وإلى حدود الآن لا يمكن للجمعيات أن تقوم بأدوار محددة في مجال الوساطة إلا في إطار اتفاقيات الشراكة بين الجمعيات والنيابات ، الذي يعتبر إطارا محدودا .
ث?- تخصيص الموارد المالية والإمكانيات المادية الملائمة لانجاز هذا البرنامج ، وإقرار نظام للتتبع والتقويم على المستوى الإقليمي ومناقشة النتائج التي تم تحقيقها مقارنة مع الأهداف المحددة سلفا.
إن التفكير في إرساء نظام للوساطة التربوية ، يحمل آفاقا واعدة بالنسبة للمدرسة المغربية. فمن جهة، سيمكن هذا النظام من الاستفادة من الرأسمال الاجتماعي الذي يشكله النسيج الجمعوي المهتم بقضايا التربية والتعليم وما راكمه من تجربة في مجال الدعم التربوي . ومن جهة أخرى ، من شأن وضع هذا النظام أن يساهم في التقليص من المشاكل التي تعاني منها المنظومة التربوية مثل الهدر المدرسي ، والانقطاع عن الدراسة ، كما سيساهم في عقلنة تدخلات وزارة التربية الوطنية في مجال الدعم التربوي، والتوجيه، والمساعدة الاجتماعية للتلاميذ التي يتم تنفيدها حاليا بشكل عشوائي ، وأخيرا سيساعد على المشروع على وضع المدرسة ضمن أولويات المجتمع بشكل عام .

2/12/2010

https://cem200.ahlamontada.net

Admin


Admin

الوساطة:



إ ن من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالوساطة هي الترويج إلى أنها البديل للتقاضي التقليدي ، أو أن اللجوء إلى الوساطة سوف يفقد البعض عملهم التقليدي الذي قضوا السنين في الدراسة والتدريب من أجل الوصول إلى مستوى من القدرة والمهنية للوقوف أمام منصة المحكمة.

وموضوع الوساطة هام جداً في بعض القضايا التي من الممكن والأفضل أن تنتهي وتحل عن طريق الوساطة بدلاً من التقاضي أو التحكيم .

وسوف نتطرق إلى عدة نقاط هامة موضحين من خلالها تعريف الوساطة ، ودور الوسيط ومهارات الوساطة ،ثم نعرج على الأخلاقيات والمبادئ التي يجب توفرها لإنجاز عملية الوساطة ، ثم شروط الوساطة الفعالة ،ومراحل عملية الوساطة .




أولاً/ تعريف الوساطة :





هي العملية التي يحاول الأطراف المتنازعة من خلالها أن يحلوا خلافاتهم بمساعدة طرف ثالث مقبول ويسمى (الوسيط) ومن صفاته أن يكون غير منحاز وحيادي ، ولا يملك السلطة لصنع قرار وذلك بهدف مساعدة الأطراف بطريقة تطوعية في الوصول لاتفاقية خاصة بهم ومقبولة عليهم .

- الحيادية :تتعلق بالسلوك بحيث لا يتوقع المتدخل تحقيق مكاسب وفوائد شخصية من أحد الأطراف .

- عدم الانحياز : وهي تتعلق بالمواقف بحيث تتضمن عدم التمييز وعدم التحيز بين الأطراف




ثانياً/ دور الوسيط :





1- يساهم في تخفيف الغضب من خلال توفير مناخ ملائم لعملية التفاوض.

2- يركز الوسيط على مصالح الأطراف أكثر من المواقف.

3- يساعد في فصل الأطراف عن المشكلة .

4- يستخدم تقنيات الاستماع الفعال (يجب أن يكون مستمع جيد) .

5- يجب أن يكون الوسيط عبارة عن نموذج يحتذي به فهو (جدير بالثقة) .

6- يجب أن يستخدم الوسيط كلمات متوازنة بهدف خلق جو مناسب للأطراف لسماع بعضهم البعض .

7- يجب أن ينبه الأطراف إلى عواقب ونتائج عدم الوصول إلى اتفاق.

8- يعمل على تشجيع الأطراف على بذل جهود فاعلة لابتكار حلول مناسبة للقضية.

9- الوسيط شخص لا يتحدث عن الآخرين ولا يقوم بتقديم اقتراحات أو حلول وليس قاضياً يقرر من المصيب ومن المخطئ.




ثالثاُ/ مهارات الوساطة :





1- خلق إطار تعاوني وبناء التفاوض وذلك لإيجاد حل عادل يبني على فهم حاجات ومصالح بعضهم البعض .

2- الاستماع وإعادة الصياغة بهدف توفير جو إيجابي للتفاوض بعيداً عن التوتر والانفعال وذلك بحذف العبارات السلبية وإعادتها من قبل الوسيط بأسلوب بناء لتخفيف حدة المشاعر وللتركيز على جوهر الفكرة وصولاً إلى الاتفاق.

3- تحديد خيارات استراتيجية لخلق مرونة وتشمل:

ا- المقابلة المنفصلة مع الأطراف

ب- منع ومقاطعة المجادلات الساخنة

ج- فحص الواقعية؛ بطريق فحص المكاسب التي سيجنيها الأطراف وكذلك المخاطر والخسارة من عدم الوصول إلي اتفاق.

د- توسيع أدراك رؤية المستقبل والعلاقات الإيجابية المطلوبة وذلك بالتركيز على المصالح المشتركة والعلاقات المستقبلية بعيدا عن اللوم والشكوى.

ه- صياغة الحل في عبارات مقبولة بحيث تكون واضحة تؤكد على المصالح بعيدا عن المواقف.

4- اقتراح خيارات لإثارة أفكار الطرفين ؛ ويشترط بان تكون الأفكار والخيارات ذات مزايا متساوية للطرفين وليست لطرف دون الآخر.

5- استثمار فترة الهدوء والراحة ؛ وذلك لاعطاء كل طرف الفرصة لتقييم المقترحات والبدائل والعواقب الناجمة عن عدم الوصول لاتفاق

6- استخدام الفكاهة ورواية القصص والحكايات ؛ وذلك يهدف إلى الشعور بالاسترخاء والانفتاح نحو الاستمرار في التفاوض والوصول إلي الحلول المرضية للطرفين

7- الاستعانة بشخص آخر ؛ قد يكون قبل الوساطة أو أثناء الوساطة للمساعدة في التأثير على الأطراف شريطة أن يكون هذا الشخص مقبولا على الطرفين مثل: شخصية هامة في العائلة أو المجتمع أو صديقا مشتركا للطرفين

8- الاستعانة بوسيط آخر ؛ وهذا يفيد في الحد من قضية التحيز ويعطي دعم اكبر للوسطاء إلى انه يفيد في تدريب عدد اكبر من الوسطاء مع احتفاظ شخص بقيادة عملية الوساطة ويكون الآخر مساعدا له وهذا يتم بين الوسطاء لحفظ النظام والهدوء أثناء عملية الوساطة




 




رابعا/ مبادئ وأخلاقيات عملية الوساطة :





1- الوساطة عملية تطوعية بحيث أن للأطراف حرية الاختيار للمشاركة في عملية الوساطة

2- الوسيط ينظم العملية والأطراف تنظم المحتوى وتمتلك النزاع

3- يجب على الوسيط أن يساند الأطراف ويحترمهم

4- يجب عاى الوسيط أن يحترم وجهات نظر الأطراف حتى ولم يتفق معهم

5- عاى الوسيط أن يخبر الأطراف بامانه ماذا يتوقع من الوساطة

6- على الوسيط أن يكون واقعيا فيما يتعلق بإمكاناته كوسيط ولا يبالغ فيها

7- على الوسيط ألا يستغل مركزه لتحقيق مكاسب شخصية

8- عدالة الوسيط أثناء عملية الوساطة




9- على الوسيط مراعاة موازين القوى بين الأطراف وبالتالي لا يكون أداة لتمرير قرار الطرف القوي .




 




خامسا/ شروط الوساطة الفعالة :





1- وجود مستوى حاد في النزاع

2- وجود حوافز ضعيفة للوصول إلى اتفاق من خلال الاتصال المباشر

3- عدم الالتزام بالاتفاق

4- ندرة المصادر

5- أطراف النزاع غير متساوية في القوة

6- الاختلاف حول المبادئ الأساسية




سادسا/ مراحل عملية الوساطة :





1 - الأدوار والقواعد ( مراجعة الأدوار وتحديد القواعد واخذ الموافقة على التوسط )

2- سماع القصة وجمع المعلومات ( السماح لكل طرف أن يحكي قصته ويعبر عن مشاعره)

3- فهم وجهات النظر ( مساعدة الأطراف لسماع وفهم مشاعر ووجهة نظر الطرف الأخر )

4- إيجاد الحل ( عصر الدماغ وطرح الأفكار والمفاوضة حول حل عادل )

5- كتابة الاتفاقية ( كتابة اتفاقية واضحة ومنصفة وتحية الأطراف وتقديرهم)




سابعا/ الشروط الأساسية في اللجوء لاستخدام الوساطة :





1- تعريف وتحديد أطراف النزاع ؛ استقلالية الأطراف المتنازعة

2- امتلاك الأطراف المتنازعة للقدرات الشخصية والعقلية والعاطفية لتمثيل أنفسهم

3- التركيز على الاهتمامات المشتركة بين الأطراف المتنازعة

4- طرح البدائل والآراء المجمع عليها حول القضية المتنازع عليها




ثامنا/ العوائق التي تعرقل عملية الوساطة :





1- عوائق شخصية ( مثل المشاعر السلبية الحادة ؛ اختلال عملية الاتصال )

2- عوائق ثابتة ( عدم الاتفاق على القضايا المتنازع عليها ؛ التنافر غي الاهتمامات؛ الاختلافات في الحقائق والظروف )

3- عوائق إجرائية ( وجود مأزق أو طريق مسدود ؛ غياب الاجتماع للتفاوض )




 




** خلاصة وتوصية :





وعليه ومما سبق ؛ نوضح أن ممارسة الوساطة تحتاج إلى التدريب الخاص؛ والذي يشمل الممارسة الحقيقية والتعامل مع أطراف حقيقية ؛ بالإضافة إلى المهارات والقدرات الشخصية الملائمة.

والوساطة مستمدة من المفاهيم السائدة في الدين الإسلامي وليست اختراع العولمة السائدة في هذا الزمن ؛ والوساطة ممكن أن تتم في قضايا عديدة منها :

الوساطة الأسرية والوساطة المدرسية والوساطة المجتمعية ووساطة المتنازعين حول المصادر وسلطة قضائية والوساطة المؤسساتية إضافة إلى وساطة شائعة وسائدة في زماننا هذا وهي الوساطة السياسية الدولية وآخرها الوساطة المصرية لتقريب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لحل وسط القضية الفلسطينية.

ولا تعتبر الوساطة الحل الأمثل لجميع الصراعات والقضايا ؛ إضافة لذلك فان للمحكمة تحديد القضايا المحولة للوساطة .

واخيرا فان الوساطة هي أحد الحلول البديلة للنظام القضائي وتعتبر ملحقا وتابعا للجهاز القضائي الذي لا يمكن أن نهمش دوره خاصة وانه أحد ركائز الدولة الثلاث .

كما وان قرارات الوساطة قابلة للطعن في مؤسسات الجهاز القضائي وليست قطعية

- ويجب على الوسيط أن يتميز بصفة الأخلاق الرفيعة والعدالة والحياد التام بين المتنازعين

- يجب أن تتوفر في الوسيط مهارات الاستماع الفعال والذكاء والدهاء ؛ وان يكون ملما بالثقافة بشتى علومها ومعارفها .

- يجب أن يكون عنده بعدا في التفكير وعمقا في تفسير الأمور الداخلية لدى الأطراف والتي من الممكن أن لا تظهر على ملامح أطراف النزاع .

- يجب أن تتوفر في الوسيط مهارة لغة العيون وتفسير الإيماءات المختلفة التي ممكن تظهر على شكل وملامح أطراف النزاع .

فالوساطة هي أحد البدائل وليست البديل الوحيد كما ونحث على حل جميع النزاعات عن طريق الوساطة حيث أن الحل يكون عادلا ومرضيا للأطراف لانه لا يوجد تغليب طرف على الآخر كما هو الحال في القضاء أو التحكيم

https://cem200.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى